التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
17- إثبات صفة العزة لله تعالى
[وقوله: رسم> وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> [المنافقون: 8]. آية> وقوله عن إبليس: رسم> قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ قرآن> رسم> [ص: 82]. آية> ].
في هذه الآيات التي ساقها المؤلف -رحمه الله- إثبات صفة العزة لله عز وجل.
*الآية الأولى: قوله: رسم> وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> رد على المنافق الذي قال: رسم> لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ قرآن> رسم> فرد الله عليه بقوله: رسم> وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> .
العزة: الغلبة والقوة والمنعة، وكمال القدرة، فأخبر الله -سبحانه- بأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، هو العزيز الذي يعز رسله، رأس> وهو الذي ينصرهم، وهو الذي يعز عباده المؤمنين، وهو الذي يقويهم، فالعزة صفة ذاتية له؛ لأنها من الصفات الملازمة للموصوف.
* الآية الثانية: حكى الله عن إبليس في سورة ص أنه أقسم بالعزة، فقال: رسم> فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ قرآن> رسم> دل على أن الله موصوف بالعزة، وذكر أن أسماء الله تدل على صفاته، وقد تكرر اسم العزيز في القرآن، في مثل قوله سبحانه: رسم> وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ قرآن> رسم> [آل عمران: 62]. آية> رسم> إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ قرآن> رسم> [العنكبوت: 26]. آية> رسم> وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ قرآن> رسم> [إبراهيم: 4]. آية> فسمى الله نفسه العزيز في هذه الآيات، وكذلك ذكره بلفظ الفعل في قوله: رسم> وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ قرآن> رسم> [آل عمران: 26]. آية> وكذلك بلفظ اسم الفعل كما في هذه الآية: رسم> وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> .
ويدل هذا أيضا على جواز الحلف بصفات الله؛ لأن الحلف بها حلف بالمتصف بها، ويجوز أن تسأل الله بصفته، فتقول: أسألك بعزتك التي لا ترام، ويجوز أن تحلف بها، فتقول: وعزة ربي كذا وكذا.
ولا يجوز الحلف بعزة المخلوق، فإن ذلك تعظيم لذلك المخلوق، كما حلف سحرة فرعون لما رسم> فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ قرآن> رسم> [الشعراء: 44]. آية> فأقسموا بعزته، فهذا تعظيم لذلك المخلوق.
مسألة: بعض العوام يحلف فيقول: ورب العزة فهل هذا يجوز؟
الجواب: يجوز ذلك لأن الله قد أثبت ذلك، فقال تعالى: رسم> سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ قرآن> رسم> [الصافات: 180]. آية> فيجوز أن تجعل العزة صفة لله، وهي مشتقة من اسمه العزيز، ويجوز أن تضيفها إلى ربوبية الله، فتقول: رب العزة يعني: مالك القوة، والقدرة والاستطاعة كلها مربوبة لله، كما قال تعالى: رسم> رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ قرآن> رسم> [الصافات: 180]. آية> فإذا قلت: وعزة الله، فيكون مرادك الصفة التي هي من صفاته، فعزة الله يعني: صفة العزة التي له.
وإذا قلت: ورب العزة فيكون مرادك ما خلقه من العزة في المخلوقات ونحوها.
مسألة>